عن قتادة:{وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} يخبركم: أنه أعطى القوم ما لم يعطكم. {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ} . قال البغوي: أي: ليفوت عنه {مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} ، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا} من الجرائم، {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا} ، يعني: على ظهر الأرض كناية عن غير مذكور، {مِنْ دَابَّةٍ} كما كان في زمان نوح، أهلك الله ما على ظهر الأرض إلا من كان في سفينة نوح.
{وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد أهل طاعته وأهل معصيته. وقال ابن كثير:{وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: ولكن يُنْظرهُم إلى يوم القيامة، فيحاسبهم يومئذٍ، ويوفي كل عامل بعمله، فيجازي بالثواب أهلَ الطاعة، وبالعقاب أهل المعصية، ولهذا قال تبارك تعالى: ... {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} .