قال البغوي: سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش قالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه. فأنزل الله تعالى هذه الآية، وسورة الإِخلاص. والواحد: الذي لا نظير له ولا شريك له. وذكر حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«إن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} ، و {الم * اللهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} » . قال أبو الضحى:(لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن محمدًا يقول: إن إلهكم إله واحد، فليأتنا بآية إن كان من الصادقين، فأنزل الله عز وجل:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} الآية) . قال عطاء: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} ، فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ} إلى قوله: ... {لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ، فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء.