قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه قال: كان بمدينة أنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس، يعبد الأصنام صاحب شرك، فبعث الله المرسلين وهم ثلاثة: صادق، ومصدوق، وسلوم. فقدم إليه وإلى أهل مدينته اثنان فكذبوهما ثم عزز الله بثالث، فلما دعته الرسل ونادته بأمر الله وصدعت بالذي أمرت به وعابت دينه وما هم عليه، قال لهم:{إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا
لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، قالت لهم الرسل:{طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} ، أي: أعمالكم معكم. وعن قتادة:{أَئِن ذُكِّرْتُم} ، أي: إن ذكرناكم الله تطيرتم بنا؟ {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} .