قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن مسعود قال: غضب الله له - يعني لهذا المؤمن لاستضعافه إياه - غضبة لم تُبْقِ من القوم شيئًا، فعجَّل لهم النقمة بما استحلوا منه، وقال:{وَمَا أَنزلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزلِينَ} ، يقول: ما كاثرناهم بالجموع، أي: الأمر أيسر علينا من ذلك، {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} فأهلك الله ذلك الملك وأهل أنطاكية، فبادوا عن وجه الأرض، فلم تبق منهم باقية.
وعن قتادة:{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} ، أي: يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطّت في جنب الله، {مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} ، قال مجاهد: كانت حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. وعن قتادة:{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ، قال: عاد، وثمود، وقارون، وقرون بين ذلك كثيرًا، {وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} ، أي: يوم القيامة.