يقول تعالى:{وَآيَةٌ لَّهُمُ} ، أي: دلالة واضحة على وحدانية الله تعالى وقدرته التامّة وإحيائه الموتى، {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا} بالمطر، {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً} يعني: الحنطة وغيرها، {فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ} بساتين {مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ} أي: من ثمر المذكور {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} أي: لم تعمل الثمر. وقال في جامع البيان:{وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} أي: الثمر لم تعمله أيدي الناس، بل خَلْقُ الله، ولهذا قال:{أَفَلَا يَشْكُرُونَ} ؟ وعن بعض: أن (ما) موصولة، عطف على ثمره، والمراد ما يُتّخذ منه كالدبس. ... {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ} الأنواع {كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ} الذكر والأنثى، {وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} من مخلوقات شتّى.