السفن جُعلت لهم من بعد سفينة نوح على مثلها. وقال السدي: ألا ترى أنه قال: {وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ} ؟ قال قتادة: أي: لا مغيث لهم، {إِلا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ} ، أي: إلى الموت.
قال البغوي: يعني: إلا أن يرحمهم ويمتّعهم على حين آجالهم.
قال البغوي:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ} ، قال ابن عباس:{مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ} يعني: الآخرة فاعملوا لها {وَمَا خَلْفَكُمْ} يعني: الدنيا فاحذروها، ولا تغترّوا بها. وقيل:{مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ} وقائع الله فيمن كان قبلكم من الأمم {وَمَا خَلْفَكُمْ} عذاب الآخرة، وهو قول قتادة، ومقاتل. {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} والجواب محذوف تقديره: إذا قيل لهم هذا أعرضوا عن دليله ما بعده. {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ} أي: دلالة على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم -، {إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} .
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ} أعطاكم الله {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ} أنرزق {مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} ؟ وذلك أن المؤمنين قالوا لكفار مكة: أنفقوا على المساكين مما زعمتم من أموالكم أنه لله وهو ما جعلوه لله من حروثهم وأنعامهم، قالوا:{أَنُطْعِمُ} أنرزق {مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} رزقه ثم لم يرزقه مع قدرته عليه، فنحن نوافق مشيئة الله فلا نطعم من لم يطعمه الله، وهذا إنما يتمسّك به البخلاء يقولون: لا نعطي من حرمه الله؛ وهذا الذي يزعمون باطل لأن