عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا كان يوم القيامة، أمر الله جهنم فيخرج منها عُنق ساطع مظلم، ثم يقول:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} الآية، إلى قوله:{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ، {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} فيتميز الناس ويجثون، وهي قول الله:{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} » الآية. رواه ابن جرير. وقوله
تعالى:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ} قال البغوي: ألم آمركم يا بني آدم: {أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} ، أي: لا تطيعوا الشيطان في معصية الله؟ {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} ظاهر العداوة {وَأَنْ اعْبُدُونِي} أطيعوني ووحّدوني {هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} . {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً} أي: خلقًا كثيرًا، {أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} ما أتاكم من هلاك الأمم الخالية بطاعة إبليس؟ ويقال لهم لما دنوا من النار:{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} بها في الدنيا، {اصْلَوْهَا} : ادخلوها {الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} هذا حين ينكر الكفار كفرهم وتكذيبهم الرسل بقولهم: ما كنا مشركين، فيختم على أفواههم وتشهد عليهم جوارحهم. انتهى.