قال البغوي: قوله عز وجل: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ} فزعم أن له ولدًا، أو شريكًا، {وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ} بالقرآن {إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى} منزل ومقام، {لِّلْكَافِرِينَ} ؟ استفهام بمعنى التقرير. وعن قتادة:{وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ} ، قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بالقرآن، {وَصَدَّقَ بِهِ} المؤمنون. وقال مجاهد: هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه. وعن ابن عباس:{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ، يقول: اتقوا الشرك. وقال ابن زيد:{وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ألهم ذنوب؟ أي: ربّ، نعم، {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} . وقرأ:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} إلى أن بلغ: {وَمَغْفِرَةٌ} لئلا ييأس من له الذنوب أن لا يكونوا منهم، {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} ، وقرأ:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى آخر الآية.