قال البغوي:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} أي: الأشياء كلها موكولة إليه، فهو القائم بحفظها، {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، أي: مفاتيح خزائن السماوات والأرض. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} . {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} قال مقاتل: وذلك أن كفار قريش دعوه إلى دين آبائه {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} أي: الذي
عملته قبل الشرك، وهذا خطاب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمراد من غيره. وقيل: هذا أدب من الله لنبيّه وتهديد لغيره لأن الله تعالى عصمه من الشرك ... {وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ، لإنعامه عليك. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ، ما عظّموه حقّ عظمته حين أشركوا به غيره. ثم أخبر عن عظمته فقال:{وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} . انتهى ملخصًا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... «يقبض الله تعالى الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك. أين ملوك الأرض؟» . متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السماوات على إصبع، والأرضين