عن قتادة قوله:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا، فتركوه، وأبوا أن يقبلوا، أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة. {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} قال قتادة:
كانوا أمواتًا في أصلاب آبائهم، فأحياهم الله في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة، فهما: حياتان وموتتان.
{فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} ، قال: فهل إلى كرة إلى الدنيا؟ قال البغوي: أي: من خروج من النار فنصلح أعمالنا ونعمل بطاعتك؟ قال الله تعالى:{ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} ، وفيه متروك استغني عنه لدلالة الظاهر عليه، مجازه فأجيبوا: أن لا سبيل إلى ذلك.