والمرض وفي القتال، {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} في إيمانهم، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} بتركهم المحارم وفعلهم الطاعات.
قوله:{وَالصَّابِرِينَ} . قال أبو عبيدة: نصبها على تطاول الكلام ومن شأن العرب أن تغير الإعراب إذا طال الكلام، ومثله في سورة النساء:{وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} ، وفي سورة المائدة:{وَالصَّابِؤُونَ} . وقال الخليل: نصب على المدح.
وعن علي رضي الله عنه قال:(كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما يكون أحد منا أقرب إلى العدو منه، يعني: إذا اشتد الحرب) .
قال الشعبي وغيره: نزلت هذه الآية في حيين من أحياء العرب، اقتتلوا في الجاهلية قبيل الإسلام بقليل، وكانت بينهما قتلى وجراحات، لم يأخذها بعضهم من بعض، حتى جاء الإسلام، وكان لأحد الحيين على الآخر طول في الكثرة والشرف، وكانوا ينكحون نساءهم بغير
مهور، فأقسموا: لنقتلن بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا الرجل ... منهم، وبالرجل منا الرجلين منهم، وجعلوا جراحاتهم ضعفي جراحات أولئك، فرفعوا أمرهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمر بالمساواة، فرضوا وأسلموا.