عن السدي:{حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} هو هذا الكتاب. قال قتادة: مُبِينِ والله بركته وهداه ورشده. وعن عطية بن سعد في قول الله تبارك وتعالى:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} ، يعني: القرآن، في أم الكتاب الذي عند الله منه نُسِخَ. وعن قتادة:{لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} يخبر عن منزلته وفضله وشرفه.
وعن مجاهد في قول الله عز وجل {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} قال: يكذبون بالقرآن لا يعاقبون عليه. وعن ابن عباس قوله {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ} يقول: أحسبتم أن نصفح عنكم ولما تفعلوا ما أمرتم به؟ وقال قتادة: والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، فدعاهم إليه عشرين سنة أو ما شاء الله من ذلك. {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} لاستهزاء قومك، {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً} أي: أقوى من قومك {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} قال قتادة: عقوبة الأولين.