عن قتادة:{فَارْتَقِبْ} ، أي: فانتظر. وعن مسروق قال: دخلنا المسجد فإذا رجل يقص على أصحابه ويقول: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} تدرون ما ذلك الدخان؟ ذلك دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ أسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكام، قال: فأتينا ابن مسعود فذكرنا له ذلك وكان مضطجعًا ففزع فقعد فقال: (إن الله عز وجل قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} إن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم، سأحدثكم عن ذلك: إن قريشًا لما أبطأت عن الإسلام واستعصت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان، قال الله تبارك وتعالى:{يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فقالوا:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} ، قال الله جل ثناؤه:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً
إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} ، قال: فعادوا يوم بدر فانتقم الله منهم) .
وعن مجاهد:{يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} ، قال: الجدب، وإمساك المطر عن كفار قريش، إلى قوله:{إِنَّا مُؤْمِنُونَ} وروى مسلم من حديث أبى سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: