عن قتادة: قوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} ، يعني: موسى عليه السلام، {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} ، قال مجاهد: أرسلوا معي بني إسرائيل، {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} ، قال البغوي: على الوحي، {وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} لا تتجبروا عليه بترك طاعته {إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} ببرهان بين على صدق قولي؛ فلما قال ذلك توعدوه بالقتل فقال:{وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن
تَرْجُمُونِ} أن تقتلون {وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ} فاتركون لا معي ولا علي. وقال ابن عباس: فاعتزلوا أذاي باليد واللسان، فلم يؤمنوا، {فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ} فأجابه الله وأمره أن يسري فقال: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً} أي: ببني إسرائيل، {إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} يتبعكم فرعون وقومه، {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ} إذا قطعته أنت وأصحابك {رَهْواً} ساكنًا على حالته وهيئته. قال قتادة: لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم، وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له: اترك البحر رهواً كما هو إنهم جند مغرقون.
ثم ذكر ما تركوا بمصر فقال:{كَمْ تَرَكُوا} يعني: بعد الغرق ... {مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} مجلس شريف. قال قتادة: الكريم: الحسن، {وَنَعْمَةٍ} متعة وعيش لين {كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} ناعمين. وفاكهين: أشرين بطرين، {كَذَلِكَ} ،