قال ابن كثير: يرشد تعالى خلقه إلى التفكر في آلائه ونعمه وقدرته العظيمة التي خلق بها السموات والأرض وما فيها من المخلوقات المختلفة والأجناس والأنواع من: الملائكة، والجن، والإنس، والدواب، والطيور، والوحوش، والسباع، والحشرات، وما في البحر من الأصناف المتنوعة. {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} في تعاقبهما دائبين لا يفتران، هذا بظلامه وهذا بضيائه، {وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ} تبارك وتعالى من السحاب من المطر في وقت الحاجة إليه، وسماه رزقًا لأن به يحصل الرزق {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} أي: بعد ما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء.
وقوله عز وجل:{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} أي: جنوبًا وشمالاً ودبورًا وصبًا برية وبحرية، ليلية ونهارية، ومنها ما هو للمطر، ومنها ما هو للقاح، ومنها ما هو غذاء للأرواح، ومنها ما هو عقيم لا ينتج وقال سبحانه وتعالى أولاً {لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ} ثم {يُوقِنُونَ} ثم {يَعْقِلُونَ} وهو ترق من حال شريف إلى ما هو أشرف منه وأعلى، وهذه الايات شبيهة بآية البقرة، وهو قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ