قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه أنزل الكتاب على عبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين، ووصف نفسه بالعزة التي لا ترام، والحكمة في الأقوال والأفعال، ثم قال تعالى:{مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} ، أي: لا على وجه العبث والباطل {وَأَجَلٍ مُّسَمًّى} أي: وإلى مدة معينة مضروبة لا تزيد ولا تنقص، قال البغوي: يعني: يوم القيامة، وهو الأجل الذي تنتهي إليه السموات والأرض. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا} خوفوا به في القرآن {مُعْرِضُونَ} . {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ، قال الكلبي: أي: بقية من علم يؤثر عن الأولين، أو سند إليهم.