للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُّمْطِرُنَا} » الآية، {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} لأن السكان والأنعام بادت بالريح، فلم يبق إلا هود ومن آمن معه {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} .

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ} ، يعني: فيما لم نمكنكم فيه من قوة الأبدان، وطول العمر، وكثرة المال، {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون * وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم} يا أهل مكة من القرى كحجر ثمود، وأرض سدوم، ونحوهما. {وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ} الحجج والبينات، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن كفرهم فلم يرجعوا فأهلكناهم؛ يخوف مشركي مكة. {فَلَوْلَا} فهلا {نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً} ، يعني: الأوثان التي اتخذوها آلهة يتقربون بها إلى الله عز وجل، {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ} ، قال مقاتل: بل ضلت الآلهة عنهم فلم تنفعهم عند نزول

العذاب {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} ، أي: كذبهم الذي كانوا يقولون أنها تقربهم إلى الله عز وجل وتشفع لهم، {وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} يكذبون أنها آلهة. انتهى ملخصًا. وقال ابن كثير: {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} أي: كذبهم {وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} أي: وافتراؤهم في اتخاذهم إياهم آلهة، وقد خابوا وخسروا في عبادتهم لها واعتمادهم عليها.

قوله عز وجل: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (٣٠) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>