عن قتادة: قوله: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ} ، يعني: كفار قريش؛ قال الله:{ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً} ينصرهم من الله. وعن عبد الله بن مغفل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا في أصل شجرة بالحديبية وعلى ظهره غصن من أغصان الشجرة، فرفعتهما عن ظهره، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بين يديه، وسهيل بن عمرو - وهو صاحب المشركين - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لعلي:«اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» ، فأمسك سهيل بيده فقال: ما نعرف (الرحمن) اكتب في قصتنا ما نعرف. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اكتب بسمك اللهم» فكتب فقال: «هذا ما صالح محمد رسول الله وأهل مكة» فأمسك سهيل بيده فقال: لقد ظلمناك إن كنت رسولاً، اكتب في قصتنا ما نعرف. قال:«اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأنا رسول الله» ، فخرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله بأبصارهم، فقمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل خرجتم في أمان أحد» ؟ قالوا: لا، فخلى سبيلهم. قال: فأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} . رواه ابن جرير. وقال قتادة: ذكر لنا أن