للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ

يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩) } .

عن مجاهد في قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} ، قال: أري بالحديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين؛ وقال أصحابه حين نحر بالحديبية: أين رؤيا محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ وقال قتادة: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يطوف بالبيت وأصحابه وصدق الله رؤياه فقال: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} . وقال ابن زيد في قوله: {فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا} ، قال: رده لمكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات، وأخبره: {لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ} من يريد أن يهديه. وعن الزهري قوله: {فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} ، يعني: صلح الحديبية، وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه، إنما كان القتال حيث التقى الناس، فلما كانت الهدنه وضعت الحرب وأمن الناس كلهم بعضهم بعضًا، التقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد في الإسلام يعقل شيئًا إلا دخل فيه، فلقد دخل في تينك السنين في الإسلام مثل من كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر. وعن مجاهد في قوله: {مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} ، قال: النحر بالحديبية، ورجعوا فافتتحوا خيبر ثم اعتمروا بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السنة القابلة. وقال ابن جرير: والصواب أن يعم صلح الحديبية وفتح خيبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>