عن عليّ في قول الله تعالى:{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً} قال: هي الرياح. قيل له: ما الْحَامِلاتِ وِقْراً؟ قال: هي السحاب. قيل: فما الْجَارِيَاتِ يُسْراً؟ قال: هي السفن. قيل: فما الْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً؟ قال: الملائكة. وعن قتادة: قوله: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} ، وذلك يوم القيامة، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم. وعن ابن عباس:{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} ، قال: ذات الخَلْق الحسن. وعن قتادة: قوله: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} ، قال: مصدّق بهذا القرآن ومكذّب. وقال ابن زيد: يتخرّصون يقولون: هذا سحر. ويقولون: هذا أساطير الأولين، فبأي قولهم يؤخذ؟ {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} . وعن الحسن:{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} ، قال: يُصرف عنه من صُرف.
وعن ابن عباس: قوله: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} ، يقول: لُعن المرتابون. وعن مجاهد:{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} ، قال: الذين يتخرّصون الكذب، {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} ، قلبه في كنانة. وقال ابن
زيد:{سَاهُونَ} ، عما أتاهم وعما نزل عليهم، وعما أمرهم الله تبارك وتعالى. وعن مجاهد:{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} ، يقولون: متى يوم الدين؟ ويكون يوم الدين، {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ، كما يُفتن الذهب في النار. وعن ابن عباس: قوله: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ، قال: فتنهم أنهم سألوا عن يوم الدين وهم موقوفون على النار، {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} ، فقالوا حين وُقفوا: يا ويلنا هذا يوم الدين. قال الله تبارك وتعالى:{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} . وعن قتادة:{ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} ، ذوقوا عذابكم، {هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} .
قال البغوي:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ} ، ما أعطاهم. {رَبُّهُمْ} من الخير والكرامة. {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} قبل دخولهم الجنة. {مُحْسِنِينَ} في الدنيا. وعن ابن عباس:{كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} ، قال: لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا
يأخذون منها ولو شيئًا. وقال الحسن: كابدوا قيام الليل {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} قال: مدّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار بِسَحَرٍ. وعن ابن عباس في قوله تعالى:{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} ، قال: السائل الذي يسأل، والمحروم المحارف. وقال الضحاك: والمحروم هو الرجل المحارف الذي لا يكون له مال إلا ذهب، قضى الله له ذلك. وعن قتادة:{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} هذان فقيرا أهل الإسلام: سائل يسأل في كفّه، وفقير متعفّف، ولكليهما عليك حقّ يا ابن آدم. وروى ابن جرير عن الزهريّ [أن النبي - صلى الله عليه وسلم -] قال: «ليس المسكين الذي تردّه التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان» . قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي