بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} قال ابن زيد: عذاب النار. قال ابن جرير: وقوله {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} يقول: إنا كنا في الدنيا من قبل يومنا هذا {نَدْعُوهُ} يقول: نعبده مخلصين له الدين لا نشرك به شيئًا {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} يعني: اللطيف بعباده، الرحيم بخلقه أن يعذبهم بعد توبتهم.
قال البغوي:{فَذَكِّرْ} ، يا محمد بالقرآن. {فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} ، نزلت في الذين اقتسموا عِقبَات مكة، يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكهانة والسحر والجنون والشعر. وعن ابن عباس: إن قريشًا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك، كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك من قولهم:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} ؛ قال