عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدركه ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه» . وعن قتادة: قوله: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} ، ما كان بين الحدّين لم يبلغ حدّ الدنيا ولا حدّ الآخرة موجبة، قد أوجب الله لأهلها النار، أو فاحشة يقام عليه الحدّ في الدنيا. وقال ابن زيد في قوله:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} ، قد غفرت ذلك لهم إذ {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ} ، قال
مجاهد: كنحو قوله: {وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} . {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} ، أي: ترك المعاصي وفعل الطاعات. قال البغوي:{فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ} ، لا تبرئوها عن الآثام ولا تمدحوها بحسن أعمالها {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} .