الأرض ندّوا، فلا يأتون قطرًا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قول الله:{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} ، وذلك قوله:{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} .
وقوله:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} ، وذلك قوله:{وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} . وعن مجاهد: قوله: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ} ، قال: اللهب المنقطع {وَنُحَاسٌ} . قال: يذاب الصفر من فوق رؤوسهم. وعن قتادة في قوله:{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} قال: هي اليوم خضراء ولونها يومئذٍ الحمرة. وعن مجاهد:{كَالدِّهَانِ} قال: كالدهن. وعن قتادة في قوله:{فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ} قال: حفظ الله عز وجل عليهم أعمالهم، {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} قال: زرق العيون سود الوجوه {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي
وَالْأَقْدَامِ} قال ابن عباس: يؤخذ ناصيته وقدميه، فيكسر كما يكسر الحطب في التنور {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} ، قال: الآني: ما اشتدّ غليانه ونضجه.