للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم رخّص الله عز وجل في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم فقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ} ، أي: لا ينهاكم الله عن برّ الذين لم يقاتلوكم

{وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} تعدلوا فيهم بالإِحسان والبرّ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . قال ابن عباس: نزلت في خزاعة، كانوا قد صالحوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحدًا، فرخّص الله في برّهم. وعن مجاهد: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ} ، قال: كفار أهل مكة.

قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠) وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ (١١) } .

عن أبي نضرة الأسدي قال: سُئِلَ ابن عباس: كيف كان امتحان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء؟ قال: (كان يمتحنهنّ بالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبًّا لله ورسوله) . وعن المسور بن مخرمة ومروان [ابن الحكم]- في قصة الحديبية - قالا: (لما كتب سهيل بن عمرو يومئذٍ، كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخلّّيت

بيننا وبينه، فكره المؤمنون ذلك وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النّبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فردّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>