ثم رخّص الله عز وجل في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم فقال:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ} ، أي: لا ينهاكم الله عن برّ الذين لم يقاتلوكم
{وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} تعدلوا فيهم بالإِحسان والبرّ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . قال ابن عباس: نزلت في خزاعة، كانوا قد صالحوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على أن لا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحدًا، فرخّص الله في برّهم. وعن مجاهد:{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ} ، قال: كفار أهل مكة.
عن أبي نضرة الأسدي قال: سُئِلَ ابن عباس: كيف كان امتحان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء؟ قال:(كان يمتحنهنّ بالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبًّا لله ورسوله) . وعن المسور بن مخرمة ومروان [ابن الحكم]- في قصة الحديبية - قالا: (لما كتب سهيل بن عمرو يومئذٍ، كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخلّّيت
بيننا وبينه، فكره المؤمنون ذلك وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه النّبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، فردّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو، ولم يأته أحد