للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تماري صاحبك حتى تغضبه، وكذا قال ابن عباس وغيره، وقال ابن عمر: الجدال في الحج السباب والمنازعة، وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده، غفر له ما تقد من ذنبه» . رواه أحمد.

وقوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} ، لمّا نهاهم عن إتيان القبيح حثهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة.

وقوله تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} . روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزوجون، ويقولون: نحن المتوكلون فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ ... التَّقْوَى} .

وقوله تعالى: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ، لمّا أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا، أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى، كما قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} . وقال مقاتل: لما نزلت هذه الآية:

{وَتَزَوَّدُواْ} قام رجل من فقراء المسلمين فقال: يا رسول الله ما نجد ما نتزوده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تزود ما تكف به وجهك عن الناس، وخير ما تزودتم التقوى» . رواه ابن أبي حاتم.

وقوله: {وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} ، أي: العقول، والأفهام، أي: احذروا عقابي وعذابي لمن خالفني وعصاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>