قال البغوي:{كَلَّا} لا ينجيه من عذاب الله شيء، ثم ابتدأ فقال:{إِنَّهَا لَظَى} وهي اسم من أسماء جهنم {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} ، قال قتادة: أي: نزاعة لهامته ومكارم خلقه وأطرافه. وقال الضحاك: تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئًا. وقال الحسن: تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نضيجًا. وعن قتادة: قوله: {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} أدبر عن طاعة الله وتولى عن كتاب الله وعن حقه ... {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} كان جموعًا قمومًا للخبيث. وقال ابن عباس: ... {تَدْعُو} الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب. وقال البغوي:{وَجَمَعَ} أي: جمع المال ... {فَأَوْعَى} أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه.
عن ابن عباس: قوله: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً} ، قال: هو الذي قال الله: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} ، قال ابن جرير: والهلع: شدة الجزع مع شدة الحرص والضجر. وقال ابن كيسان: خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره، ثم تعبده بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره. وعن قتادة: قوله: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ