قال البغوي: ثم رجع إلى كفار مكة فقال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} ، قال مجاهد: طريقة الإسلام {لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} ،
قال: نافعًا كثيرًا، لأعطيناهم مالاً كثيرًا، {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} قال: لنبتليهم به. وقال عمر رضي الله عنه: أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة. {وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً} ، قال ابن عباس: شاقًا. وقال قتادة: عذابًا لا راحة فيه. وعن ابن عباس:{عَذَاباً صَعَداً} ، قال: جبل في جهنم. وعن قتادة: قوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله، فأمر الله نبيه أن يوحد الله وحده. وقال ابن جرير: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} ، {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا} أيها الناس {مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ولا تشركوا به فيها شيئًا، ولكن أفردوا له التوحيد وأخلصوا له العبادة.
وعن قتادة:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} ، قال: تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى الله إلا أن ينصره ويمضيه