كلما احترقوا جددوا، {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} ، قال ابن عباس: تحرق بشرة الإنسان. وقال ابن زيد: النار تغير ألوانهم، {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ، قال ابن زيد: خزنتها تسعة عشر.
قال ابن عباس وغيره: لما نزلت: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أماتكم، أسمع ابن أبي كبشة يخبر أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدهم - أي: الشجعان - أفيعجز كل عشرة منكم
أن يبطشوا بواحد من خزنة جهنم؟ قال أبو الأشد الجمحي: أنا أكفيكم منهم سبعة عشرة، فاكفوني أنتم اثنين، فأنزل الله عز وجل:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} . قال ابن عباس: وإنها في التوراة والإنجيل: تسعة عشر، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانًا.
{وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} ، قال ابن جرير: ولا يشك أهل التوراة والإنجيل في حقيقة ذلك، والمؤمنون بالله من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} نفاق {وَالْكَافِرُونَ} بالله من مشركي قريش: {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} ؟ قال ابن زيد: يقولون: حين يخوفنا بهؤلاء التسعة عشر.