عِظَامَهُ} بعد التفرق والبلى فنحييه، {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} ، قال الزجاج وابن قتيبة: معناه ظن الكافر أن لا نقدر على جمع عظامه، بلى نقدر على أن نعيد السلاميات على صغرها فنؤلف بينها حتى نسوي البنان، فمن قدر على جمع صغار العظام فهو على جمع كبارها أقدر. وعن ابن عباس: قوله: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} ، قال: نجعله خفًا أو حافرًا. وقال الضحاك: البنان: الأصابع. وعن عكرمة:{بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ، قال: قدمًا لا ينزع عن فجور. وقال ابن عباس يقول: الكافر يكذب بالحساب يسأل أيان يوم القيامة. وقال قتادة يقول: متى يوم القيامة؟ {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} ، قال مجاهد: عند الموت. وقال قتادة: شخص البصر: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ، قال: ذهب ضوءه فلا ضوء له {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} قال مجاهد: كورًا يوم القيامة: {يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} أي: المهرب. وعن ابن عباس قوله:{كَلَّا لَا وَزَرَ} يعني: لا حصن ولا ملجأ {إِلَى
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} قال قتادة: أي: المنتهي. وقال ابن زيد: استقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار. {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} ، قال مجاهد: بأول عمله وآخره. وعن ابن عباس قوله:{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ، يقول: سمعه وبصره ويداه ورجلاه. وقال قتادة: شاهد عليها بعملها. وعن سعيد بن جبير:{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ، قال: شاهد على نفسه ولو اعتذر.
عن ابن عباس: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزل عليه القرآن تعجل، يريد حفظه، فقال الله تعالى ذكره:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} ، وقال ابن عباس: هكذا، وحرك شفتيه. {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} ، قال: في صدرك، {وَقُرْآنَهُ} ، قال: تقرؤه بعد. {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أنزلناه إليك. {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قال: