ولمعان، وهو مما يلي الظاهر، كما هو المعهود في اللباس {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ} وهذه صفة الأبرار، وأما المقربون فكما قال تعالى:{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} .
ولما ذكر تعالى زينة الظاهر بالحرير والحلي قال بعده:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} ، أي: طهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى، وسائر الأخلاق الرديئة؛ كما روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:(إذا انتهى أهل الجنة إلى باب الجنة وجدوا هناك عينين، فكأنما ألهموا ذلك، فشربوا من إحداهما فأذهب الله ما في بطونهم من أذى، ثم اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم) ؛ فأخبر سبحانه وتعالى بحالهم الظاهر وجمالهم الباطن. وعن قتادة: قوله: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً} غفر لهم الذنب وشكر لهم السعي؛ وقال: لقد شكر الله سعيًا قليلاً.