عن قتادة:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} ، أي: والله مفازًا من النار إلى الجنة، ومن عذاب الله إلى رحمته {حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} يعني: بذلك النساء أترابًا لسن واحدة. وقال ابن جريج: الكواعب: النواهد. وقال ابن زيد: هي التي قد نهدت وكعب ثديها {وَكَأْساً دِهَاقاً} ، قال: الدهاق المملوءة. وقال ابن عباس: الملأى المتتابعة. وعن قتادة {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً} قال: باطلاً وإثمًا
{جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً} أي: عطاء كثيرًا، فجزاهم بالعمل اليسير الخير الجسيم الذي لا انقطاع له.
{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} أي: كلامًا. قال مقاتل: لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} ، أي: جبريل عليه السلام، {وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً} ، قال ابن عباس يقول: إلا من أذن له الرب بشهادة أن لا إله إلا الله، وهي منتهي الصواب. وعن مجاهد:{وَقَالَ صَوَاباً} ، قال: حقًا في الدنيا وعمل به.
{ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً} ، قال البغوي:{ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ} الكائن الواقع، يعني: يوم القيامة، {فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً} مرجعًا وسبيلاً بطاعته، أي: فمن شاء رجع إلى الله بطاعته. {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً} ، يعني: العذاب في الآخرة، وكل ما هو آت قريب، {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}