قال عطاء: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة، اشتد عليهم الضر لأنهم خرجوا بلا مال، وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا مرضاة الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسرّ قوم النفاق، فأنزل الله تعالى تطييبًا لقلوبهم:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ} . قال مجاهد وغيره:{الْبَأْسَاء} : الفقر، ... {وَالضَّرَّاء} : السقم، {وَزُلْزِلُواْ} : خوفوا من الأعداء. {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ} ، أي: ما زال البلاء بهم حتى استبطئوا النصر. قال الله تعالى:{أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} ، وهذه الآية كقوله تعالى:{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} . وفي الحديث الصحيح:«واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا» . والله أعلم.