قال ابن كثير: قوله تعالى: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} ، أي: هل سمعت بخبره، {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ} ، أي: كلّمه نداء، {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} ، أي: المطهّر، {طُوًى} وهو اسم الوادي. قال قتادة: كنا نحدّث أنه قدّس مرتين، {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} ، قال ابن زيد: إلى أن تسلم؛ قال: والتزكّي في القرآن كلّه الإسلام.
{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} ، قال البغوي: أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده، فتخشى عقابه، {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} ، قال مجاهد: عصاه ويده {فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} ، قال مجاهد: يعمل بالفساد {فَحَشَرَ فَنَادَى} قال ابن زيد: صرخ وحشر قومه فنادى فيهم، فلما اجتموا قال:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} ، قال قتادة: عقوبة الدنيا والآخرة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} . قال ابن كثير: أي: لمن يتّعظ وينزجر.