للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمَأْوَى (٤١) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (٤٤) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦) } .

عن ابن عباس: قوله: {فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} من أسماء يوم القيامة، عظّمه الله وحذّره عباده. قال البغوي: والطامّة عند العرب الداهية التي لا تستطاع، {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى} ما عمل في

الدنيا من خير وشرّ، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} ، قال مقاتل: يكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق، {فَأَمَّا مَن طَغَى} ، قال مجاهد: عصى وآثر الحياة الدنيا، {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} ، قال مقاتل: هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها، {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} .

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} ، قال البغوي: متى ظهورها وثبوتها {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} لست في شيء من علمها وذكرها: أي: لا تعلمها {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي: منتهى علمها عند الله ... {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا} أي: إنما ينفع إنذارك من يخافها ... {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} ، قال قتادة: وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>