عن هلال بن طلق قال: بينما أنا أسير مع ابن عمر فقلت: من أحسن الناس هيئة وأوفاهم كيلاً أهل مكة وأهل المدينة؛ قال: حق لهم، أما سمعت الله تعالى يقول:{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} . وعن ابن عباس:(قال لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدنية كانوا من أخبث الناس كيلاً فأنزل الله تعالى:{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} فحسنوا الكيل بعد ذلك) . وعن ابن عمر قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إن أهل المدينة ليوفون الكيل، قال: وما يمنعهم أن يوفوا الكيل، وقد قال الله تعالى:{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} حتى بلغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ؟ وعن عكرمة قال: أشهد أن كل كيال ووزان في النار، فقيل له في ذلك فقال: إنه ليس منهم أحد يزن كما يتزن، ولا يكيل كما يكتال، وقد قال الله:{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} . قال الزجاج: المعنى: إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل.
{وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} ؛ قال البغوي: أي: كالوا لهم ووزنزا لهم {يُخْسِرُونَ} ، أي: ينقصون، {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وعن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقوم الناس لرب