قال البغوي:{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والنعمة {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} ، قال الحسن: النضرة في الوجه، والسرور في القلب. {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ} ، قال ابن عباس: يعني بالرحيق: الخمر، طيب الله لهم الخمر فكان آخر شيء جعل فيها تختم بمسك. وعن قتادة:{خِتَامُهُ مِسْكٌ} ، قال: عاقبته مسك يمزج لهم بالكافور، ويختم بالمسك. ... {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} ، قال عطاء: فليستبق المستبقون. وعن ابن عباس: قوله: {وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} صرفًا، ويمزج فيها لمن دونهم. وعن الحسن في قوله: ... {وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ} ، قال: خفايا أخفاها الله لأهل الجنة. وقال ابن عباس: هذا مما قال الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} .
عن قتادة: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ} في الدين، يقولون: والله إن هؤلاء لكذبة وما هم على
شيء. استهزاء بهم، {وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} ، قال ابن جرير: يقول: كان بعضهم يغمز بعضًا بالمؤمن استهزاء به وسخرية، {وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ} ، قال ابن عباس: معجبين، {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} ، قال ابن كثير: أي: لكونهم على غير دينهم، قال