للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعيدهم أحياء بعد الموت {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قال ابن عباس يقول: الحبيب {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} قال البغوي: قرأ حمزة والكسائي: (المجيد) بالجر على صفة الْعَرْشِ أي: السرير العظيم؛ وقيل: أراد حسنه فوصفه بالمجد كما وصفه بالكرم، فقال: (رب العرش الكريم) ومعناه: الكمال، والعرش أحسن الأشياء وأكملها. وقرأ الآخرون: بالرفع على صفة ذو العرش، فقال: لما يريد لا يعجزه شيء يريده، ولا يمتنع منه شيء طلبه.

قال ابن كثير: وقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} أي: هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس، وأنزل عليهم من

النقمة التي لم يردها عنهم أحد؟ وهذا تقرير لقوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} . وعن عمرو بن ميمون قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة تقرأ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} فقام يسمع فقال: «نعم قد جاءني» . رواه ابن أبي حاتم.

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ} قال البغوي: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من قومك يا محمد، {فِي تَكْذِيبٍ} لك وللقرآن كدأب من قبلهم ولم يعتبروا بمن كان قبلهم من الكفار {وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ} عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم. {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ} كريم شريف كثير الخير، ليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة، {فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} وهو أم الكتاب ومنه تنسخ الكتب {مَّحْفُوظٍ} من الشياطين ومن الزيادة فيه والنقصان. قال مقاتل: اللوح المحفوظ عن يمين العرش.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>