قال ابن عباس:(الغاشية من أسماء يوم القيامة، عظمه الله وحذره عباده) . {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} ، قال قتادة: ذليلة، {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ} ، قال الحسن: لم تعمل لله في الدنيا فأعملها في النار، {تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} ، قال: أنى طبخها منذ يوم خلق الله الدنيا. {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ} ، قال ابن عباس: الضريع: الشبرق. قال عكرمة: هي شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج العود سمتها الضريع {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ} .
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ} أي: يعرف النعيم فيها {لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} قال سفيان: قد رضيت بعملها {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} قال ابن عباس: يقول لا تسمع أذى ولا باطلاً {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} . أي: سارحة. قال ابن كثير: وهذه نكرة في سياق الإثبات وليس المراد بها عينًا واحدة، وإنما هذا جنس، يعني: فيها عيون جاريات {فِيهَا
سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ} ، قال ابن عباس: ألواحها من ذهب، مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة ما لم يجيء أهلها، فإذا أراد أن