بأصحاب التصاوير فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيحبس بهم في جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة، نشرت الصحف، ووضعت الموازين، ودعي الخلائق للحساب) . رواه ابن جرير.
وقال الضحاك ابن مزاحم: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا بأهلها ونزل من فيها من الملائكة وأحاطوا بالأرض ومن عليها، ثم الثانية
، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فصفوا صفًا دون صف، ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم، فإذا رأها أهل الأرض ندوا، فلا يأتون قطرًا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قول الله:{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} ، وذلك قوله:{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} . وعن ابن مسعود في قوله:{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} ، قال:(جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها) .
{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} ، قال ابن عباس: يقول: وكيف له؟ وعن الحسن في قوله:{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ، قال: علم الله أنه صادق، هناك حياة طويلة لا موت فيها آخر ما عليه؛ {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} ، قال: قد علم الله أن في الدنيا عذابًا ووثاقًا فقال: {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} في الدنيا، {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} في الدنيا.
وعن قتادة: قوله: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله، {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} ، قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب قال: