ابن عباس: ما أمروا في التوراة والإِنجيل إلا بالإِخلاص في العبادة لله موحّدين {حُنَفَاء} ، مائلين عن الأديان كلّها إلى دين الإسلام، {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} ، المكتوبة في أوقاتها، {وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} ، عند محلّها و {وَذَلِكَ} الذي أمروا به {دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، أي: الملّة والشريعة المستقيمة.
وقوله تعالى:{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} ، أي: هذا الجزاء لمن خاف ربه واتقاه بفعل طاعته وترك معصيته. وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن الله عز وجل يقول لأهل الجنّة: يا أهل
الجنّة، فيقولون: لبيّك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربّ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ وأيّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا» . متفق عليه.