{إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قال: لكفور. قال ابن كثير: هذا هو المقسم عليه، بمعنى: أنه لنعم ربه لكفور جحود. قال ابن القيم:(وأصل اللفظ: منع الحقّ، والخير، وعبارات المفسّرين تدور على هذا المعنى. وقيل: هو البخيل الذي يمنع رفده، ويجيع عبده، ولا يعطي في النائبة) . انتهى ملخصًا.
وقوله تعالى:{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} قال قتادة: يقول: إن الله على لذلك لشهيد. قال ابن كثير: ويحتمل أن يعود الضمير على الإِنسان، قاله محمد بن كعب القرظيّ؛ قلت: وهذا هو المتبادر للذهن، ويؤيّده سياق الضمائر، فإن قوله:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} للإِنسان، فافتتح الخير عن الإنسان بكونه كنودًا، ثم ثنّاه بكونه شهيدًا على ذلك، ثم ختمه بكونه بخيلاً بماله لحبّه إيّاه. وقال ابن زيد في قوله:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} ، قال: الخير الدنيا، وقرأ:{إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ} .
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} ، قال البغوي:{أَفَلَا يَعْلَمُ} هذا الإنسان {إِذَا بُعْثِرَ} أثير وأخرج، {مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} ، قال ابن عباس: يقول: أبرز. {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ} ، قال الزجاج: الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره، ولكن المعنى: أنه يجاريهم على كفرهم في ذلك اليوم.