للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ ثم ذكر ما قص الله من محاجته إياه قال: فقال إبراهيم عند ذلك: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} من غير شك في الله تعالى، ولا في قدرته ولكنه أحب أن يعلم ذلك، وتاق إليه قلبه، فقال: ليطمئن قلبي، أي: ما تاق إليه إذ هو علمه. وقال سعيد ابن جبير: ليطمئن قلبي، ليزداد يقيني.

وقوله تعالى: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . قال ابن عباس: فصرهنّ: قطعهنّ. وقال مجاهد: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً} : ثم بددهن أجزاء على كل جبل، {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} كذلك يحي الله الموتى. وقال ابن جريج: فجعلهن سبعة أجزاء، وأمسك رؤوسهن عنده، ثم دعاهن بإذن الله فنظر إلى كل قطرة من دم تطير إلى القطرة الأخرى، وكل ريش تطير إلى الريشة الأخرى، وكل بضعة وكل عظم يطير بعضه إلى بعض من رؤوس الجبال حتى لقيت كل جثة بعضها بعضًا في السماء، ثم أقبلن يسعين حتى وصلت رأسها. وعن ابن المنكدر قال: التقى عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص فقال ابن عباس لابن عمرو: أي آية في القرآن أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو: قول الله عز وجل: ... {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} الآية. فقال ابن عباس: لكن أنا أقول: قول الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ

إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى} فرضي من إبراهيم قوله: بلى. قال: فهذا لما يعترض في النفوس ويوسوس به الشيطان. رواه ابن أبي حاتم وغيره.

وقال البخاري: (باب وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>