قال مجاهد في الربا الذي نهى الله عنه: كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عني، فيؤخر عنه.
وقال في قول الله عز وجل:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} يوم القيامة في آكل الربا في الدنيا. وقال ابن عباس: ذلك حين يبعث من قبره. وقال سعيد بن جبير: يبعث آكل الربا يوم القيامة مجنونًا يخنق.
قال البغوي:(أي: ذلك الذي نزل بهم لقولهم هذا واستحلالهم إياه، وذلك أن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا حل ماله على غريمه فطالبه، فيقول الغريم لصاحب الحق: زدني في الأجل حتى أزيدك في المال، فيفعلان ذلك، ويقولون: سواء علينا الزيادة في أول البيع بالربح أو عند المحل لأجل التأخير، فكذبهم الله تعالى وقال:{وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} ) . انتهى.