فدعاهم إلى الله، فقال له نعيم بن عمرو، والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال:«على ملة إبراهيم ودينه» . فقالا: فإن إبراهيم كان يهوديًا. قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم» ، فأبيا عليه، فأنزل الله عز وجل:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} ، إلى قوله:{مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} .
وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} . قال قتادة: قالوا: لن تمسنا النار إلا تحلة القسم التي نصبنا فيها العجل، ثم ينقطع القسم والعذاب عنا. قال الله عز وجل:{وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ، أي: قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه.
قال ابن عباس:(لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وعد أمته ملك فارس والروم، قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات، من أين لمحمد ملك فارس والروم وهم أعز وأمنع من ذلك؟ ألم يكف محمدًا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم؟ فأنزل الله هذه الآية) .