يقول تعالى:{ذَلِكَ} الذي ذكرت من حديث امرأة عمران، وزكريا، ويحيى، ومريم، وعيسى:{مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ} ، أي: من أخبار الغيب: {نُوحِيهِ إِلَيكَ} وهذا من أعظم البراهين على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، لأنه أخبره بها وهو أميّ لا يكتب ولا يقرأ، كما قال تعالى: ... {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} .
وقوله تعالى:{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} ، أي: في كفالتها. قال قتادة: تساهموا على مريم أيهم يكفلها فقرعهم زكريا.