وقال الربيع في قوله:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} قال يعني: وفاة المنام، ورفعه الله في منامه. قال الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لليهود:«إن عيسى لم يمت، وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة» . رواه ابن جرير. وقال الحسن في قوله:{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} قال: طهره من اليهود والنصارى والمجوس، ومن كفار قومه.
وقوله تعالى:{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} . قال قتادة في قوله:{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ، هم: أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة. وقال ابن زيد في قول الله:{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} قال: الذين كفروا من بني إسرائيل. {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} قال: الذين آمنوا به من بني إسرائيل وغيرهم. {فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ، النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة. قال: فليس بلد فيه أحد من النصارى إلا وهم فوق يهود، في شرق ولا غرب، هم في البلدان كلها مستذلون.
قال ابن إسحاق عن محمد بن جعفر:{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} القاطع الفاصل، الحق الذي لم يخلطه الباطل من الخبر عن عيسى، وعما اختلفوا فيه من أمره، فلا تقبلن خبرًا غيره.