للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء قد اختلفنا فيها من أموالنا، فإنكم عندنا رضى) .

وقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} . قال ابن زيد: إن هذا القصص الحق في عيسى، ما ينبغي لعيسى أن يتعدى هذا، ولا يجاوز أن يتعدى أن يكون كلمة الله، ألقاها إلى مريم وروحًا منه، وعبد الله ورسوله.

قوله عز وجل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤) } .

قال ابن جرير: يعني بذلك جل ثناؤه: {قُلْ} يا محمد لأهل الكتاب وهم أهل التوراة والإنجيل: {تَعَالَوْا} ، هلموا {إِلَى كَلَمَةٍ} يعني: إلى كلمة عدل، {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} ، والكلمة العدل هي: أن يوحد الله فلا يعبد غيره، ويبرأ من كل معبود سواه فلا يشرك به شيئًا.

وقوله: {وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً} ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة فيما أُمر به من معاصي الله، ويعظمه بالسجود له كما يسجد لربه. وقال ابن جريج: {وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ} يقول: لا يطع بعضنا بعضًا في معصية الله. وفي حديث (أبي سفيان في قصته حين دخل على قيصر، وسأله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم جيء بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فأسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم

<<  <  ج: ص:  >  >>