قال أبو العالية في قوله:{وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} . قال: كل آدمي قد أقر على نفسه بأن الله ربي وأنا عبده، ممن أشرك في عبادته، فهذا الذي أسلم كرهًا، ومن أخلص من العبودية فهو الذي أسلم طوعًا. وقال مجاهد: سجود المؤمن طائعًا، وسجود ظل الكافر وهو كاره.
وقال ابن كثير: فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله، والكافر مستسلم لله كرهًا. فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع.
وقال ابن كثير في قوله:{قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا} ، يعني: القرآن، {وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} ، أي
: من الصحف والوحي، {وَالأَسْبَاطِ} ، وهم: بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل - وهو يعقوب - الاثنى عشر، {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} ، يعني: بذلك التوراة، والإِنجيل،