قال قتادة: قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} هم: أعداء الله اليهود. كفروا، بالإِنجيل، {ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً} حين بعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأنكروا وكذبوا به. وقال أبو العالية في قوله:{لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} . قال: تابوا من بعض، ولم يتوبوا من الأصل.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا داود قال: سألت أبا العالية عن هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ} ، قال: هم: اليهود، والنصارى، والمجوس أصابوا ذنوبًا في كفرهم فأرادوا أن يتوبوا منها ولن يتوبوا من الكفر، لأنه يقول:{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ} .
وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} . روى البخاري، ومسلم وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول الله: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا الشرك» . والله أعلم.