وقوله تعالى:{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} ، كما قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} ، وقال قتادة: قوله: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} ، وهذا كان في الجاهلية، كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم لجأ إلى حرم الله لم يتناول ولم يطلب. فأما في الإسلام: فإنه لا يمنع من حدود الله، ومن سرق فيه قطع، ومن زنى فيه أقيم عليه الحد، ومن قتل فيه قتل. وقال مجاهد في الرجل يقتل ثم يدخل الحرم قال: يؤخذ فيخرج من الحرم، ثم يقام عليه الحد.
وقوله تعالى:{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} . قال ابن عباس: والسبيل أن يصح بدن العبد، ويكون له ثمن: زاد وراحلة من غير أن يجحف به. وقال ابن الزبير في قوله:{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ، قال: على قدرة القوة.
وقوله تعالى:{وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ، أي: من جحد وجوب الحج فقد كفر. قال ابن عباس في قوله:{وَمَن كَفَرَ} من زعم أنه ليس بفرض عليه.
قال قتادة: قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ} يقول: لم تصدون عن الإسلام وعن نبي الله: من آمن بالله؟ وأنتم شهداء فيما تقرءون من